“في زمنٍ بعيد، حيث كانت الأرض تغص بالناس، وكانت القلوب قد امتلأت بالغفلة والعصيان، بُعث رجلٌ صالح يُدعى نوح. كان نوحٌ نبيًا يحمل رسالةً من الله، يدعو قومه إلى ترك عبادة الأصنام والإيمان بالله الواحد القهار. تخيلوا لو أنكم كنتم هناك، ترون نوحًا وهو يجوب الأرض، ينادي قومه بصوتٍ ملؤه الرجاء والحزن، يحذرهم من عاقبة الظلم والكفر. لكن قلوبهم كانت مغلقة، وأسماعهم كانت صماء، وعيونهم كانت عمياء عن رؤية الحق. ومع مرور الزمن، وبعد أن استنفد نوح كل الطرق لإقناع قومه، أوحى الله إليه بأن يبني سفينةً عظيمة، سفينةً تحمل في طياتها بذرة الحياة الجديدة، سفينة النجاة من الطوفان العظيم الذي سيغمر الأرض. فكيف كان شكل تلك السفينة؟ وكيف استطاع نوح أن يجمع من كل زوجين اثنين؟ وكيف كانت ردة فعل الناس عندما بدأت السماء تمطر بغزارة لم يسبق لها مثيل؟ هل يمكنكم تخيل الأرض وهي تغرق شيئًا فشيئًا، والناس يجرون نحو السفينة، يطلبون النجاة، لكنها كانت متأخرة جدًا لمن لم يؤمنوا بالرسالة؟ وفي النهاية، عندما استقرت السفينة على جبل الجودي، وبدأت الحياة تنبت من جديد، كيف كانت الأرض تبدو؟ وكيف بدأ نوح ومن معه في بناء حضارة جديدة على أنقاض العالم القديم؟ هذه القصة ليست مجرد حكاية عن النجاة من الطوفان، بل هي درسٌ في الإيمان والصبر والأمل. فكل منا يمكن أن يكون نوحًا في زمانه، يبني سفينته الخاصة لينجو بإيمانه وأعماله الصالحة من طوفان الحياة الذي لا ينتهي.”

Seed: 32433867731280x2304Public